القدّيسة أغاتا الشهيدة

يحتفل به  في  5  شباط

إسمها أجاثا Agatha وهو الاسم المؤنث من الأصل اليوناني (Agathos) ويعني صالح أو بارّ. إذاً فاسمها يعني "صالحة".
وُلِدت أجاثا في كاتانيا بإقليم صقلية في عام 231م لعائلة من عائلات النبلاء الرومان. بعمر الخامسة عشر قرّرت أجاثا التكريس لله والبقاء على بتوليتها في خدمة الكنيسة. وإذ رفضت الزواج من حاكم كاتانيا "كوينتيانوس" فقد اعتقلها برغم جهود عائلتها لإنقاذها، إستغلالاً منه لبداية موجة إضطهاد شنّها الإمبراطور الروماني داكيوس (250 م – 253م) ضدّ المسيحيين. في البداية قرّرَ تحطيم عذريتها فدفعها لسيدة تُدعى أفروديسيا تملك وَكْراً للدعارة، لكي تتركها لراغبي الرذيلة يستمتعون بها.


صلّت أجاثا قائلة: " يا يسوع المسيح، رب الجميع، أنت ترى قلبي وتعرف اشتياقي. أنت تملكني بكليتي كما أنا. أنا من غنمك، اجعلني أهلاً أن أغلب الشيطان واحفظ نفسي وجسدي من الدنس".
إجتهدت أفروديسيا طوال شهر كامل في قتل براءة أجاثا وعذرية نفسها قبل جسدها، لكنها فشلت. كما فشلت حتى محاولات اغتصابها من زائري المكان. فأرسلتها إلى كوينتيانوس، الذي قرَّر أن يرسلها لمُجادلين يقومون بتشكيكها في إيمانها وجدوى تكريسها. لم تنجح هذه المحاولة أيضاً فأرسلها إلى السجن. خضعت أجاثا هناك لكل أنواع العذاب، إلى أن تمّ الإجراء الأعنف وهو انتزاع ثدييها بآداة تُسمّى "الكلاّبة" وهي عبارة عن كُماشة تُستخدم في عمليات التعذيب.


تُرِكَت أجاثا تنزف دون علاج أو طعام في زنزانتها إلى أن تراءى لها القديس بطرس الرسول وعزّاها، ويقال أنه أوقف نزفها لحين. وقتها قرَّر كوينتيانوس قتلها حرقاً على عمود، إلا أن زلزالاً دث فأرعب الجنود وتأجَّل حُكم حرقها، فأوعيدت لزنزانتها وتجدَّد نَزْفها وانطلقت نفسها الطاهرة بسلام إلى المسيح حبيبها في عام 251م وهي في العشرين من عمرها.
هي واحدة من سبع نساء يتم ذِكرهم وإكرامهم في القدّاس الإلهي – بحسب الطقس اللاتيني – مع العذرا مريم.
تتخذها أكثر من دولة كشفيعة (بالأخص مالطة التي أنقذتها شفاعة القديسة من الغزو التركي عام 1551م) كما أن الكنيسة تدعوها شفيعة المُقبلين على الإستشهاد، ومريضات سرطان الثدي، والمُرضعات، والخَبّازين الذين يُذْكَر أن خُبزهم يُبارك يوم عيدها، وصانعي أجراس الكنائس، والمُدُن المُعَرَّضة للزلازل لأنها تشفّعَت لمدينتها كاتانيا من زلزال وانهيار جبلي كاد يقضي على المدينة بالكامل، والأشخاص المحاصرين في الحرائق مثلما أنجاها الربّ من الإعدام حرقاً.
دُفِن جسد الشهيدة أجاثا بدير يحمل اسمها، كما ورد اسمها في سِجِلّ شهداء الكنيسة (السنكسار اللاتيني) للمؤرخ القديس ﭼيروم بالقرن السادس الميلادي. كما وَرَد اسمها في أشعار القديس الأسقف ﭬــينانتيوس فورتوناتوس. وجميعها أدلة على أنها قديسة تاريخية وليست مجرد بطلة لقصة أسطورية.


تُرسَم القديسة أجاثا حاملة صينية عليها ثدييها المُنْتَزَعين، أو تحمل الكمّاشة (أداة استشهادها) ويُصَوِّر بعض الفنانين حادثة إنتزاع ثدييها بالكماشات، كما يصور بعضهم واقعة تراءي القديس بطرس الرسول لها ووقف نزفها. كما تحمل أيقوناتها رمز التضامُن مع مريضات سرطان الثدي.
شهادة حياتها وبركة شفاعتها فلتكن معنا. آمين.