كان هؤلاء الابطال من الكبدوك قواداً في فرقة رومانية، تحت قيادة ليسياس الوثني. ولما اجتمع الجيش في سيبسطية بارمينيا لتقدمة الذبائح للاوثان، امتنع هؤلاء الاربعون عن الاشتراك في تلك الذبائح. فاستدعاهم الوالي اغركولا وأخذ يحقق معهم فاعترفوا بانهم مسيحيون. فأمرهم بان يضحوا للآلهة. فأبوا. فقال لهم:" ضحوا للآلهة فيعظم شأنكم، والا تجردون من مناطق جنديتكم". فأجابوا:" خير لنا ان نخسر مناطق جنديتنا ولا نخسر يسوع المسيح الهنا".
فارسلهم الى السجن، حيث قضوا الليل بالصلاة. فظهر لهم الرب بغتة يشجعهم ويقويهم على الثبات حتى النهاية لنيل اكليل الشهادة. وفي اليوم الثاني، اخذ الوالي يتملقهم فلم ينل منهم مأربا.ً فأمر باعادتهم الى سجنهم.
وجاء قائدهم ليسياس يسعى في إستمالتهم، فلم ينجح. فتهددهم بنزع مناطقهم. فأجابه احدهم كتديوس:" انتزع مناطقنا فانك لا تقدر ان تزحزحنا عن محبة المسيح". فحنق وأمر فضربوهم بالحجارة على وجوههم، فكانت الحجارة تعود الى الضاربين.
فأمر الوالي بان يطرحوهم في بحيرة قد تجلد ماؤها. فكان يشجع بعضهم بعضا قائلين:" نزلنا اربعين الى الماء، سنذهب اربعين الى السماء". غير انه، لشدة البرد فرغ صبر احدهم، فخرج من الماء ودخل حماما،ً فخارت قواه ومات. فحزن الشهداء لكنهم تشددوا بالصلاة والعون الالهي. وبغتة رأى أحد الحراس نوراً ساطعا واذا بملائكة يحملون اكاليل لرؤوس التسعة والثلاثين شهيداً.
فدهش من هذا المشهد العجيب وحركت النعمة قلبه، فصرخ برفاقه: انا مسيحي! ورمى ذاته في الماء. فنال الاكليل الذي خسره ذلك الجبان المسكين. فاصبح الشهداء، كما تمنَّوا، اربعين شهيداً. وكان ذلك في التاسع من شهر آذار سنة 320 .
فالكنيسة الشرقية تفاخر بهؤلاء الشهداء وتقدمهم خير مثال لابنائها، ولا سيما للشبان اقتفاء لآثارهم في بطولة الايمان والمحبة والتضحية بكل شيء في سبيل المحافظة على المبادئ القويمة والآداب السليمة. صلاتهم تكون معنا. آمين.